
بعد حوالي أسبوع كامل عن الكارثة الطبيعية التي ضربت كل من تركيا وسوريا على خلفية الزلزال المدمر الذي لا يزال يحصد الأرواح ويسجل الضحايا سواء مفقودين،جرحى، أو مشردين عن بيوتهم الزائلة عن وجه الأرض..هاهي المناشدات والنداءات لا تزال تتعالى من طرف الهيئات الإغاثية المحلية والدولية من اجل تعجيل إيصال المساعدات لمحتاجيها في المناطق المنكوبة، خصوصا في الشمال السوري، الذي يعاني سكانه من نقص فادح في كل أشكال المواد الإغاثية سيما آليات رفع الأنقاض عن المحاصرين الذين يبدو أن الأمل في العثور على أحياء من بينهم بات يتضاءل مع مرور الساعات وليس الأيام.
اللوم هنا واضح على المجتمع المدني، وبشكل مباشر الأمم المتحدة ،هذه الأخيرة الذي ناشد أمينها العام غوتيريش كل دول العالم إلى تكثيف وتسريع منحها الإعانية سيما العينية منها إلى العائلات المتضررة.
طبعا هذه المناشدة الأممية، يبدو أن الواقع لا يمت لها بصلة فالمعابر البرية نحو الشمال السوري الأكثر تضررا لا تزال مغلقة لإعتبارات يمكن وضعها تحت أي تصنيف إلا أن تكون إعتبارات إنسانية، كل هذا يأتي رغم الإستغاثات اليومية لكافة الهيئات الإنسانية والحقوقية لإنقاذ عشرات الآلاف من المنكوبين ممن هم ضحايا الزلزال.
المجتمع المدني إذن، وعلى رأسهم الأمم المتحدة يقف أمام مرآة إنسانيته، التي يدافع عنها في كل المنابر وفي كل المناسبات، لكن هاهو للأسف عاجز أمام أحد اهم الامتحانات الإنسانية في كارثة ربما تصنف على انها الأكثر فتكا على الكرة الأرضية خلال هذا القرن.
ماحدث حدث الآن، والأيام الأكيد أنها لن تعود بعجلتها إلى الوراء، لكن الدرس القاسي الذي قدمه هذا الزلزال خصوصا للسوريين وللعرب والمسلمين ككل، يجب أن يكون مفهوما..وهو أن الدول النافذة في العالم والتي تتحكم في نواصيه لن تعدّل ميزانها حتى لصالح العدالة الإنسانية، والأولى بنا لم شملنا ووحدة صفنا لأن واقعنا واحد ومصيرنا كذلك.