الافتتاحية

ثلوج الخير..نعمة لما يحولها البعض لنقمة ؟

إفتتاحية اليوم..

ثلوج كثيفة تهاطلت على بلادنا في الأسابيع الأخيرة، والتي مست عديد الولايات، حتى الجنوبية منها في ظاهرة إستثنائية.. لترسم هذه الخيرات الكبيرة التي انعم بها الله عزوجل بها عليها بعد موسم جفاف، لوحات بديعة للخالق في أكثر من ولاية إرتدت الحلة البيضاء، وصنعت لوحات أقل ما يقال عنها ساحرة أبهرت كل من شاهد صورها فما بالك بمن زارها.

وبالحديث عن الزيارات كثرت في الفترة الأخيرة التنقلات الجماعية إلى المناطق الجبلية التي تشتهر بالتساقطات الثلجية وعلى رأسها الشريعة وجبال جرجرة وغيرها من المناطق..حيث شهدت توافد غير مسبوق للعائلات وخصوصا الشباب من هواة المغامرة، هذا التوافد الكبير وفي ظل استمرار نزول الثلوج، عقد الوضع في هذه المناطق التي غالبا ما تكون مسالكها وعرة، حيث حوصر العديد من الأشخاص في هذه المناطق وشاهدنا عشرات السيارات المحتشدة أمام الطرق المغلقة بسبب التكتلات الثلجية، لتتحول رحلات متعة العديد منهم إلى معضلة.

طبعا الحالات المسجلة تطلبت تدخلات مستعجلة لمصالح الحماية المدنية وأفراد الجيش الوطني الشعبي الذي يسجل حضوره دائما في مثل هذه الظروف، أين تم تحرير العديد من الشباب المحاصر، فضلا عن العثور على طفل كان تائها بإحدى المناطق الجبلية.. وغيرها من الحوادث التي تنقلها مختلف وسائل الاعلام يوميا. لكن في نفس الوقت كان يمكن تجنب هذه المشاهد والمشكلات من خلال الانصات لتنبيهات المصالح المختصة التي حذرت من المغامرة في مثل هذه الظروف المناخية الصعبة، حتى لا نحول بأيدينا نعمة الثلوج إلى نقمة على حياتنا، والأكيد هنا أننا لا نقول للعائلات لا تستمتعوا بأجواء الثلوج ، لكن يمكن على الأقل عدم المخاطرة و تجنب المناطق الجبلية الوعرة، سيما مع استمرار تسجيل نشريات خاصة للاضطرابات الجوية حفاظا على سلامة الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى