حوارات

النادي يؤمن أن الإقتصاد ليس قضية بنك وتشييد مصانع .. بل هو  تشييد للإنسان وإنشاء سلوكه الجديد أمام المشكلات

زين الدين حجوج رئيس نادي النهضة الاقتصادية بجامعة ٱكلي محند أولحاج بالبويرة في حوار للمستقبل المغاربي

دعا رئيس نادي النهضة الاقتصادية بجامعة ٱكلي محند أولحاج بالبويرة في حوار للمستقبل المغاربي الطلبة الجامعيين للتحرر من فكرة أن الشهادة كافية لإثبات الكفاءة وأنها الغاية الأساسية في المسيرة الجامعية؛ مؤكدا إن مشروعه النهضوي مقتبس في فكر المفكر مالك بن نبي الذي يعتبر الإقتصاد ليس قضية بنك وتشييد مصانع فحسب .. بل هو قبل ذلك تشييد الإنسان وإنشاء سلوكه الجديد أمام كل المشكلات.

حاوره: السعيد حمزة نذير

المستقبل المغاربي: مرحبا بك  السيد زين الدين حجوج رئيس نادي النهضة الاقتصادية ضيفا بجريدة المستقبل المغاربي؛ أولا عرفنا عن نفسكم ومساركم العلمي..

مرحبا و شكرا لمنبركم على إتاحة هذه الفرصة الطيبة؛  إذا زين الدين حجوج إبن ولاية البويرة  أبلغ من العمر 22 ربيعا .مهووس بكل ما يعنى بتطوير الذات و الإستثمار البشري .يشغل الجانب التطوعي حيزا واسعا في حياتي فأنا ناشط جمعوي و صانع محتوى رقمي . أعمل مصمم جرافيك مختص بتطوير الهويات البصرية  .و بذكر  حقل اهتماماتي فأنا مهتم بريادة الأعمال و إقتصاد المعرفة  و عن تخصصي العلمي فأنا طالب ماستر تسويق الخدمات.

 متى بدأت فكرة إنشائكم لنادي النهضة الاقتصادية؟

الحديث عن البدايات يسوقني للعودة إلى الفترة التي تعرفت فيها على شباب طموح و مبدع أشترك معه في ذات الرؤية ، الأمر الذي دفعنا للتفكير في تأسيس نادي يضم المبدعين ليكون بداية تجهيز بيئة خلاقة للإبداع  ، و بعد استيفاء الأمور الإدارية  تم تلقي رد مباشر من رئيس الجامعة الذي كان داعما للفكرة ، و بذلك كان نادي النهضة الإقتصادية المولود الجديد في جامعة ٱكلي محند أولحاج بالبويرة سنة 2022 .

 لماذا النهضة الإقتصادية؟

جاء اختيار تسمية النهضة الاقتصادية لاعتبارين أولهما الطموح الكبير الذي يحمله كل شاب و هو نهضة اقتصاد بلده , هذا البلد القارة الغني بكفاءته و شبابه و موارده و الضارب بمجد تاريخه الحافل بالإنجازات .

أما الاعتبار الثاني فهو التأثر بفكر و مؤلفات مالك بن نبي التي كان أبرزها كتاب شروط النهضة الذي يدعو من خلاله لإقامة اقتصاد المعرفة والاستثمار في الرأسمال البشري .  فنجد أن النادي يخط بماء من ذهب الإقتباس الذي قال فيه ” إن الإقتصاد ليس قضية بنك وتشييد مصانع فحسب .. بل هو قبل ذلك تشييد الإنسان وإنشاء سلوكه الجديد أمام كل المشكلات. “- مالك بن نبي

 ماهي أهداف النادي وكم عدد الطلبة الذين استفادو من هذه المبادرة؟

يهدف النادي أولا لتطوير قدرات و صقل مهارات الطلبة خاصة تلك المهارات العصرية إضافة إلى مرافقة حاملي الأفكار و توجيههم  , كما يهدف لرفع الحس الإبداعي الخاص بالطلبة و تحفيزهم على المقاولاتية و الإبتكار, و يجدر هنا التذكير بما قام به النادي خلال السنة الفارطة بداية من برنامج الطالب المهاري الذي تم فيه تدريب و تكوين المشاركين على كيفية إنشاء و تأسيس المشاريع الخاصة أيضا تم تم تدريب المشاركين على الاستعداد الصحيح لاجتياز اختبار ielts  الخاص باللغة الإنجليزية.

أيضا الحدث المتميز الذي نظمه النادي tec event الذي إستقطب حاملي أفكار  المؤسسات الناشئة و المصغرة من 58 ولاية أين تم تقديم  دورات و ورشات مؤطرة من قبل كفاءات لفائدة الطلبة المشاركين و الذين تجاوزوا مرحلة الإختيار الأولي كانت هاته الورشات في الذكاء الإصطناعي و ما كان في التسويق و ما كان في مخطط الأعمال التجارية إضافة العديد من الورشات الأخرى و ثم يليه دخولهم ميدان التحدي الذي إنتهى بفوز 3 فرق بلقب الطالب الرائد إضافة لفوزهم باحتضان كامل من أحد الحاضنات الرائدة في المجال

فعدد الطلبة الذين يستفيدون من برامجنا الحضورية و الغير حضورية في تزايد دائم فتحدي tec لوحده إستقطب ما يزيد عن  335 شاب حامل فكرة إضافة إلى برنامج الطالب المهاري الذي مس عدد كبير من الطلبة .

كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري أن سنة 2023 ستكون سنة للذكاء الاصطناعي، من خلال تقديم عروض تكوين جديدة تخض الذكاء الإصطناعي؛ كيف تقيمون توجه الجزائر الجديد للذكاء الاصطناعي؟

المتتبع للأحداث الأخيرة يعلم يقينا أن دور الذكاء الإصطناعي تعدى بكثير تعزيز القدرات البشرية فحسب , فقد صار هذا الأخير مشاركا مباشرا في إنتاج المعرفة و هو ما شاهدناه مع أحدث تقنيات المحادثة المعروفة ب chat gpt التي قلبت كل الموازين حتى مع أكبر محركات البحث جوجل , فلا شك و لا غبار على حتمية التوجه نحو الذكاء الإصطناعي ,  اليوم نشهد برمجيات تعتمد على الذكاء الإصطناعي تختزل وظائف بشرية في شرائح رقمية و في أحيان كثيرة تجبر المؤسسات على الإستغناء عن موظفين لأن المهام التي يشغلونها صارت ضربا من الماضي و أضحت الآلة قادرة على تنفيذها .

غير بعيد عن الجامعة الجزائرية؛ كيف تقييم واقع البحث العلمي وظروف تمدرس وإقامة الطلبة بمختلف الجامعات؛ دون نسيان مجهودات الجزائر في تطوير الجامعة.

لا غبار عن ما تخصصه الدولة الجزائرية من الميزانية المعتبرة جدا و الذي يعكس التصور الجديد الذي توليه للبحث العلمي وما تبذله في سبيل التقدم بالجامعة الجزائرية و كذا توفير الظروف الملائمة للباحث و الأستاذ الجامعي بصفة خاصة .

فنجد تزود شبكتها البحثية بـ  1472  مخبر و 12 وحدة بحث خاصة و 19 مركز أبحاث كذلك 6 وكالات للأبحاث . إضافة إلى بقية الهياكل التي تحرص على توفيرها كالإقامات التي تشمل كامل التراب الوطني , عدا أن  البحث العلمي في الجزائر لم يرقى للتطلعات المأمولة , إضافة لمنصة  ASJP (أرضية إنتاج المجلات العلمية الوطنية عبر الإنترنت) , عدا أن الجزائر تأتي في مؤخرة الدول العربية من حيث نسبة الاقتباسات من البحوث العلمية فنجد أن الجامعات الجزائرية نشرت خلال 2020 ما يقارب 500 بحث علمي .

 حول انشاء المؤسسات الناشئة الابتكارية؛ الدولة الجزائرية حاليا تساعد كل الأفكار الإبداعية التي تساهم في التنمية المحلية؛ هل يمكنكم وضع تصور لاستراتيجية هذه المساعدة أو كيفية تفعيلها؟

عرفت الفترة الأخيرة إرادة سياسية قوية تهدف لخلق إقتصاد حقيقي بعيدا عن إقتصاد الريع و في ذلك سلكت الجزائر مجموعة من الإستراتيجيات التي كان أبرزها القرار الوزاري 1275 الذي جاء بهدف جعل الجامعة خلاقة للثروة , من خلال إتاحة خيار إستبدال المذكرة التي غالبا ما تنتهي قصتها مع الطالب بمجرد إستلام شهادة النجاح بمشروع تخرج – مؤسسة ناشئة أين يمكن للطالب إطلاق مشروعه الخاص و تلقي تمويل من نوع التمويل المخاطر عبر صندوق تمويل المؤسسات الناشئة و هو ما يجعل الطالب يقدم على المشروع دون تخوف من عواقب الديون فصندوق التمويل يكون شريك في المشروع

يجدر أيضا التذكير بالتسهيلات التي اتخذتها الدولة الجزائرية لأصحاب المؤسسات الناشئة من إعفاء ضريبي طيلة الثلاث سنوات الأولى إضافة للتسهيلات الإدارية و المرافقة التي تكون عبر الحاضنات و مسرعات الأعمال تسعى لتكون على مستوى كل ولاية و على مستوى كل جامعة .

 ماهي رسالتك لوزارة التعليم العالي وللطلبة الجامعيين؟

رسالتي لوزارة التعليم العالي و البحث العلمي أنه لابد لنا من إستغلال الأدمغة المهاجرة و إشراكها في عملية تطوير الجامعة الجزائر وفق ما يمليه التطور التكنولوجي الحاصل بالخصوص في مجالي الذكاء الإصطناعي و المؤسسات الناشئة والمصغرة اللذان يعتبران المحرك الجديد لكبرى اقتصادات العالم.

أما عن رسالتي لأخوتي الطلبة فأدعوهم للتحرر من فكرة أن الشهادة كافية لإثبات الكفاءة و أنها الغاية الأساسية في المسيرة الجامعية , فهم معنيون بالإستثمار في أنفسهم و صقل مهاراتهم بشكل مستمر.

 كلمة أخيرة من حضرتكم حجوج زين الدين كرئيس لنادي النهضة الاقتصادية

أقول أن الجزائر تحوز من المقومات و القدرات ما يؤهلها من التموقع في مجال اقتصاد المعرفة ومنه إلى النهوض بالاقتصاد الوطني ,  النهضة الإقتصادية بالجزائر ممكنة إذا ما تم تعزيز الروابط التي تجمع بين المؤسسة الإقتصادية و الجامعة.

زر الذهاب إلى الأعلى