
يبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعود أن يكون بطل مشاهد “السوشل ميديا” التي تنشر روابطا تحت عناوين” بالفيديو..شاهد إمراة تصفع الرئيس الفرنسي بشوارع باريس” أو “شاهد..ماكرون يتعرض للرشق بالبيض” ويمكن حتى تغيير كلمة البيض بالطماطم في العنوان الأخير، لان من الواضح أنها حوادث كثيرة تلك التي تم فيها إستهداف نزيل الإليزيه حتى لما كان وزيرا للإقتصاد العام 2016 في إحتجاجات آنذاك ضد قانون العمل.
الواضح إذن أن وجه ماكرون الذي أخذ صفعتين من الجنسين في شعبه خلال فترة رئاسته ، ورمته العديد من الأيادي بما لا توفره اليوم، كما السابق، المتاجر في ضواحي باريس وفرنسا عموما، هو وجه فرنسا الجمهورية الخامسة، وبالتالي فإن تكرار مثل هذه الحوادث هي عنوان فشل على أكثر مستوى.
أولا فشل أمني ولا يمكن هنا أن نخفي ذلك تحت أي مبررات، لأن لا معنى لحرس خاص في كل مرة يتم إختراقه من المسافة الصفر، لدى حماية شخصية رئيس دولة ،حتى و إن كان يتجول وسط حشود من الناس، ثانيا ما يمكن إعتباره قصورا لدى قصر الإليزيه بمستشاريه وخبراءه لأن تعريض رمز الدولة، في كل مرة لمثل هذه المواقف التي قد تكون أدخلت ايمانويل ماكرون موسوعة غينيس لأكثر الرؤساء تعرضا للصفع والرشق،هو في حد ذاته فشل إستشاري كان من المنطقي أن يتم التعامل معه بحذر أكبر حفاظا على صورة البلد أولا،وشخص الرئيس ثانيا إذا كان لايزال يبحث وحزبه الجمهورية إلى الأمام عن المنافسة في مواعيد إنتخابية قادمة.
طبعا ما سبق هو قراءة سياسة لمشهد يتكرر في فرنسا، لكن الرسالة وراء هذه الحوادث، واضح أنها كانت دائما التعبير عن رفض السياسة التي ينتهجها الرئيس الفرنسي الحالي خاصة داخليا، والتي تلقى معارضة قوية منذ عهدته الأولى، التي يرى قطاع واسع من الفرنسين أنها سياسة اجتماعية واقتصادية،غير مناسبة والشاهد أن البلاد عرفت شهر سبتمبر نسبة 5.6% من التضخم. والتي أثرت مباشرة على فواتير الغذاء بارتفاع قدره 9.9% خلال شهر واحد، وبالنسبة للمواد الغذائية بـ11%، في وقت تعيش فرنسا شتاء من قد يكون الأصعب في تاريخها مع إرتفاع فواتير الكهرباء بـ700% مقارنة بالسنوات الماضية.
أما خارجيا فإن الصورة التي يقدمها الرئيس الفرنسي في زياراته الدولية كثيرا ما تحمل هي الأخرى مشاهد لا تعجب الفرنسيين والوقائع كثيرة سواء تلك التي كانت في الولايات المتحدة الامريكية والتي وصفه فيها الاعلام الفرنسي كانه مراهق يحاول اللحاق بالرئيس الأمريكي بايدن لاخباره برفض دول الخليج رفع انتاجها النفطي، أوزيارته الأخيرة للجزائر التي إختار فيها زيارة “ديسكو مغرب” وما أثير حولها من إنتقادات لشخصه.
والخلاصة هنا أن هذه الصفعات لا يمكن غير تسميتها فشلا ،مهما كان وصفه وعلى أي مستوى وتحت أي سياقات يمكن أن يبحث عنها الإليزيه من أجل تبرير هذه المواقف،لكن الأكيد هنا أن صفعات وجه ماكرون هي صفعات لفرنسا وربما هو نتيجة لضعف مؤسساتي ومقدمة لما هو أجرأ.