الجزائرـ قطر ..نموذج للعمل العربي المشترك

تعرف العلاقات الجزائرية القطرية تميزا لافت، والمتابع لتطور هذه العلاقة اليوم يدرك أنها تجاوزت حدود متانة العلاقات التاريخية والأخوية، إلى مصاف العلاقات الإستراتيجية، وهو ما يفسره التعاون عالي المستوى بين قيادتي البلدين، والذي جعل الأمير تميم بن حمد آل ثاني يزور الجزائر أكثر من مرة في أقل من عام بدعوة من أخيه عبد المجيد تبون.
الشاهد أيضا أن هذه العلاقات تضرب بجذورها إلى أمد بعيد في تاريخ البلدين. أين بدأت بعد إعلان استقلال قطر في 1972. وقد اعترفت الجزائر بقطر عام 1972 وسرعان ما أقامت علاقات دبلوماسية معها في عام 1973 في حين دعمت قطر النضال الجزائري ضد المستعمر الفرنسي.
هذه الجسور التاريخية، بدى من الواضح أنه يتم إستثمارها اليوم بالشكل الصحيح سيما في المجال الاقتصادي، حيث تعرف أرقام التبادل التجاري في الجزائر والدوحة أرقاما غير مسبوقة من حيث النمو، أين كشف مؤخرا رئيس غرفة قطر، الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني، أن العلاقات التجارية والاستثمارية بين قطر والجزائر تشهد تقدما مطردا، إذ بلغت نسبة 12 في المئة في العام الماضي بقيمته حوالي 148 مليون ريال، مقابل 132 مليون ريال في العام 2020.
في المقابل تعزز دولة قطر من مشاريعها الإستثمارية، وأخرى في إطار الشراكة البينية في صورة إطلاق مشروع المستشفى الجزائري القطري الألماني بالعاصمة، أو تدشين مركب الحديد والصلب ببلارة في جيجل، ناهيك عن بعض المشاريع ذات الطابع التنموية.
كل الذي سبق بات يصنع التميز في العلاقات العربية العربية كنموذج رائد، صحيح أنه في إطار التعاون الثنائي، لكنه في ذات الوقت صورة من صور العمل العربي المشترك ،وتوجيه الرأس المال العربي نحو أوطاننا ومصالح شعوبنا، والإستفادة من مواردنا وخبراتنا المتراكمة، مما سيحقق قفزة نوعية ولاشك في مسار النهضة بواقعنا العربي.