صالح قوجيل: قمة الجزائر تنعقد في ظروف إستثنائية تتطلب مزيدا من التنسيق والتضامن
قال رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، أن قمة الجزائر هي لقاء جامع للم الشمل وتوحيد الصفوف، ينعقد في ظروف دولية استثنائية تتطلب مزيدا من التنسيق والتضامن، مؤكدا في ذات السياق أن دولة قطر تعتبر عضوا فعالا ومؤثرا في الجسد العربي، ومشاركتها في القمة لها اهمية كبيرة.
وأوضح قوجيل في حوار مع وكالة الأنباء القطرية، إلى أن الجزائر تسعى لأن تكون القمة العربية انطلاقة عربية جديدة، “فهي تنعقد في الجزائر الجديدة التي أرسى دعائمها رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون، وفي ظروف دولية تتجه نحو التغيير.. وفي هذا السياق، أكد قوجيل “على ضرورة البحث عن البدائل المناسبة لدولنا وشعوبنا العربية، في خضم هذه التحولات العالمية المتسارعة، والاستقطاب الحاد الذي يحاول فرض حلول ضيقة”.
وحول تنامي وتطور العلاقات القطرية الجزائرية، أكد رئيس مجلس الأمة، أن “الجزائر وقطر تجمعهما أواصر وروابط وشيجة على جميع المستويات ،مضيفا أن هذا واقع نلمسه وليس مجرد شعارات، فالشعبان يستشعران هذا القرب، وقيادتا البلدين تعملان بانسجام على ترقية هذه العلاقات إلى مستويات أفضل.. كما أن الجزائر وقطر تتفقان حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتشتركان في تبني قيم السلم والمصالحة والحوار”.
وأضاف قوجيل “نحن في الجزائر نسترشد بمرجعيتنا النوفمبرية في نسج علاقاتنا، ونمنح الأولوية في وجداننا وفي تقاربنا وسياساتنا لمن ساند ثورتنا ودعم شعبنا ووقف إلى جانبه في كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي.. وقطر في هذا تملك رصيدا كبيرا، إذ لم تدخر جهدا في تقديم يد العون للجزائر من أجل استرجاع حريتها، وساندت نضالنا التحرري منذ بدايته بكل الوسائل.. وهناك مواقف كثيرة، قامت بها دولة قطر الشقيقة تعبيرا عن وقوفها إلى جانب الشعب الجزائري، واستمرت إلى ما بعد استقلال الجزائر وتشكلت عبرها عقود من التعاون والتضامن والشراكة”.
ونوه سعادة صالح قوجيل، بأن ترقية العلاقات بين البلدين تتم بسلاسة.. “فكل الشروط والإمكانات والآليات متوفرة، بالإضافة إلى وجود إرادة سياسية صادقة من قائدي البلدين في هذا الاتجاه. وقد تجسد هذا في الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون إلى دولة قطر، من أجل إعطاء زخم لهذه العلاقات المتميزة”.
وعن مشاركة أمير دولة قطر في القمة العربية، قال صالح قوجيل ، “إن الجزائر تتشرف بالمشاركة الشخصية لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في القمة العربية التي تحتضنها الجزائر في الأول من نوفمبر القادم، واضاف قوجيل أن حضور الأمير يؤكد حرصه المعروف على التكامل العربي، ويزيد هذا الحدث دافعية أكبر لتحقيق أهدافه، وتعزيز العمل العربي المشترك، من أجل مواجهة التحديات الجسيمة التي تواجهنا، لاسيما مع التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم.
وحول مباركة دولة قطر جهود الجزائر وتثمينها لنجاح الجزائر في جمع الفصائل الفلسطينية والتوصل لإعلان اتفاق المصالحة، أكد رئيس مجلس الأمة ، أن اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي انعقد مؤخرا بالجزائر تحت إشراف الرئيس عبد المجيد تبون، هو إنجاز عربي، وتثمينه من طرف الأشقاء في قطر موقف منتظر، فلطالما توسطت القيادة القطرية لحل الخلافات بين الأخوة الفلسطينيين، وكانت الدوحة حاضرة دوما في كل المبادرات العربية التي تسعى لترسيخ المشروع الوطني الفلسطيني، ولم الشمل وتوحيد الصفوف، من أجل توجيه الجهود نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس، مثلما نصت عليه مبادرة السلام العربية سنة 2002 ببيروت.
وأوضح قوجيل في ذات السياق، أن رعاية المصالحة الوطنية الفلسطينية من طرف الجزائر “نابع من إيماننا العميق النابع من تجربة تاريخية طويلة بأن طريق الحرية والاستقلال محفوف بالوحدة والوفاق، وأن المستعمر يتغذى على الشقاق والفتن والنزاعات الداخلية التي تطفئ وهج القضية مهما كانت عادلة. وهذا ما فهمه المجاهدون خلال ثورة الجزائر ضد المستعمر الفرنسي، فقد تخلى الجزائريون عن انتماءاتهم السياسية والحزبية، وترفعوا عن صراعات الهوية، والتفوا تحت راية واحدة وقيادة واحدة وبيان نوفمبري واحد”.
سفيان غزال