الافتتاحية

غزة تحت نار العدوان مجدداً.. خرق للهدنة يستوجب رداً حازماً

إفتتاحية اليوم ..

إفتتاحية اليوم ..

غزة تحت نار العدوان مجدداً.. خرق للهدنة يستوجب رداً حازماً

مع استئناف الاحتلال الصهيوني لعدوانه على قطاع غزة، تتجدد مشاهد القتل والدمار في انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في يناير الماضي. هذا الخرق الفاضح يعكس مجدداً استهتار الاحتلال بالمواثيق الدولية ويؤكد استمراره في سياسات القمع والتجويع ضد الشعب الفلسطيني، ضارباً بعرض الحائط كل الجهود الرامية إلى تحقيق تهدئة مستدامة.

ان استئناف العدوان لا يمثل مجرد تصعيد عسكري، بل يعيد المنطقة إلى دائرة الخطر التي تهدد الاستقرار الإقليمي. فاستمرار القصف والحصار يمنع أي إمكانية لإعادة الإعمار أو تحسين الأوضاع الإنسانية في غزة، مما يؤدي إلى كارثة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم، وسط صمت دولي يساهم بشكل غير مباشر في تكريس معاناة الفلسطينيين.

المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن، مطالب بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والضغط الفوري على الاحتلال لوقف المجازر التي تستهدف المدنيين الأبرياء. وأي تقاعس عن اتخاذ إجراءات حازمة سيشجع الاحتلال على الاستمرار في انتهاكاته، مما قد يدفع بالأوضاع نحو انفجار جديد ستكون له تداعيات واسعة على الأمن والسلم الدوليين.

كما أن الدور العربي والإسلامي يجب أن يكون أكثر تأثيراً في هذه اللحظة الحرجة، عبر حراك دبلوماسي مكثف وفرض ضغوط اقتصادية وسياسية على الاحتلال. فالاكتفاء بالإدانة دون خطوات عملية ملموسة لن يوقف آلة الحرب الصهيونية، بل سيمنحها غطاء لمواصلة عدوانها تحت ذرائع واهية.

إن حماية المدنيين في غزة ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل واجب دولي وإنساني يفرض التحرك العاجل لوقف الجرائم التي ترتكبها آلة الحرب الصهيونية. أي تأخير في اتخاذ موقف حاسم سيعني مزيداً من الشهداء والدمار، في وقت بات فيه المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لقدرة القانون الدولي على حماية الشعوب المظلومة وإنصافها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى