الافتتاحية

عبر مفوضية الاتحاد الإفريقي..انتصار جزائري يعزز حضور الجزائر إفريقيا الموحدة

إفتتاحية اليوم..

إفتتاحية اليوم..

عبر مفوضية الاتحاد الإفريقي..انتصار جزائري يعزز حضور الجزائر إفريقيا الموحدة

يمثل تسلم سلمة مليكة حدادي لمنصب نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي انتصارًا دبلوماسيًا يعكس ثقل الجزائر في القارة الإفريقية ودورها المحوري في دعم وحدة شعوبها. ويأتي هذا التعيين ثمرة لجهود دبلوماسية حثيثة، ويؤكد على المكانة التي باتت تحظى بها الجزائر في المؤسسات القارية، خاصة بعد فوزها بأغلبية الثلثين على مرشحين من دول أخرى، ما يعكس إجماعًا إفريقيًا على كفاءة المرشحة الجزائرية وثقة في توجهات الجزائر داخل القارة.

هذا الإنجاز لا يقتصر على البعد الرمزي فحسب، بل يحمل في طياته تأثيرات استراتيجية على مستوى صنع القرار داخل الاتحاد الإفريقي، إذ ستساهم الجزائر من خلال هذا المنصب في رسم سياسات القارة وتعزيز مسارات التكامل الاقتصادي والأمني. كما أن الدور الفعال لنائب رئيس المفوضية في دعم تنفيذ قرارات القمم الإفريقية، سيمكن الجزائر من الدفع بأجندتها التي تقوم على تعزيز السلم والتنمية المستدامة والاستقلالية الاقتصادية لدول القارة بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.

إلى جانب ذلك، فإن الحضور الجزائري في هذا المنصب سيساعد في تعزيز مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، وهو ما يتماشى مع السياسة الجزائرية التي لطالما دعت إلى إنهاء النزاعات بالطرق السلمية عبر الحوار والمصالحة الوطنية. كما أن وجود دبلوماسية جزائرية مشهود لها بالكفاءة على رأس منصب قيادي في الاتحاد الإفريقي سيسهم في تحصين القارة ضد التدخلات الخارجية التي تسعى إلى زعزعة استقرارها واستغلال مواردها.

على الصعيد الاقتصادي، فإن هذا التعيين يفتح المجال أمام الجزائر لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول القارة، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتكامل التجاري. ومن خلال هذا الدور، ستسعى الجزائر إلى الدفع بتنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية، وهو مشروع استراتيجي يعول عليه لتعزيز الإنتاج المحلي والتبادل التجاري بين الدول الإفريقية بعيدًا عن الهيمنة الاقتصادية للقوى الكبرى.

في النهاية، يمثل انتخاب سلمة حدادي دليلًا واضحًا على نجاح الدبلوماسية الجزائرية في كسب ثقة الأشقاء الأفارقة، ويؤكد التزام الجزائر بالدفاع عن قضايا القارة في المحافل الدولية. كما أن هذا المنصب سيتيح للجزائر مواصلة دورها الريادي في بناء إفريقيا أكثر وحدة وقوة، قادرة على فرض صوتها ومصالحها على الساحة الدولية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى