Uncategorized

تصعيد الاحتلال في الضفة الغربية.. إشعال لنار الحرب في المنطقة

إفتتاحية اليوم..

إفتتاحية اليوم..

تصعيد الاحتلال في الضفة الغربية.. إشعال لنار الحرب في المنطقة

يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه المتصاعد على الضفة الغربية، وتحديدًا في مدينة طولكرم ومخيمها، في خطوة تعكس توجهًا واضحًا نحو توسيع رقعة التصعيد العسكري، غير آبه بالتداعيات الإقليمية لهذا النهج العدواني. فالحصار المطبق، التدمير الممنهج للبنية التحتية، والتهجير القسري للسكان، كلها مؤشرات على أن الاحتلال يسعى إلى فرض معادلة جديدة قائمة على تفريغ المناطق الفلسطينية من سكانها، في سياق سياسة تهويدية تتجاوز مجرد العمليات العسكرية المؤقتة إلى تغيير ديموغرافي قسري يهدد الاستقرار الإقليمي.

هذا التصعيد المستمر لا يمكن فصله عن المسار العام للسياسات الصهيونية في الضفة الغربية، حيث أصبحت العمليات العسكرية واسعة النطاق وسيلة دائمة لفرض الهيمنة وإخماد أي مقاومة محتملة. الاحتلال، الذي يتذرع دائمًا بالذرائع الأمنية لتبرير انتهاكاته، يستخدم هذه العمليات كغطاء لتوسيع مستوطناته غير الشرعية وخلق واقع جديد على الأرض، في تحدٍّ صارخ لكل المواثيق الدولية. ومع ذلك، فإن إصرار المقاومة الفلسطينية على الصمود، رغم الظروف القاسية، يُثبت أن هذه الاستراتيجية لن تحقق الأهداف التي يسعى الاحتلال إلى ترسيخها.

لكن الأخطر من ذلك، أن استمرار هذه الجرائم من شأنه أن يشعل المنطقة بأكملها، في وقت تتزايد فيه التوترات الإقليمية وتتقاطع المصالح بين مختلف الفاعلين الدوليين. فتصعيد الاحتلال في الضفة الغربية لا يبقى محصورًا داخل الحدود الفلسطينية، بل يمتد ليؤثر على الأوضاع في لبنان وسوريا وحتى داخل الأراضي المحتلة عام 1948، مما قد يفتح المجال أمام مواجهة إقليمية أوسع. وفي ظل المشهد المتوتر على الجبهة الشمالية مع حزب الله، والانفجار المحتمل لأي شرارة في قطاع غزة، فإن التصعيد في الضفة الغربية قد يكون بمثابة صاعق يفجر الأوضاع في أكثر من ساحة.

في المقابل، فإن المجتمع الدولي، رغم إدراكه لخطورة ما يجري، لا يزال متقاعسًا عن اتخاذ خطوات عملية للجم الاحتلال وردعه عن مواصلة انتهاكاته. البيانات الدبلوماسية لم تعد كافية أمام عمليات تهجير قسري ممنهجة وتدمير مدن بأكملها، فيما تتطلب المرحلة الحالية مواقف حازمة من القوى الكبرى لوقف هذا التدهور الذي يهدد بنسف كل الجهود الرامية إلى احتواء التوتر في المنطقة. إن استمرار هذا النهج الاحتلالي دون رادع سيضع المنطقة على فوهة بركان قد ينفجر في أي لحظة، ما يجعل من وقف العدوان أولوية لا تحتمل التأجيل.

في ظل هذا الواقع، يبقى الشعب الفلسطيني، رغم كل هذه الممارسات الوحشية، متمسكًا بحقه في البقاء والصمود، مدركًا أن هذه الجرائم لن تنجح في كسر إرادته. ومع تعاظم موجة الغضب الإقليمي إزاء هذه السياسات، فإن الاحتلال قد يجد نفسه أمام واقع لم يكن في حسبانه، حيث تتزايد احتمالات امتداد المواجهة إلى ساحات جديدة، ما يعني أن استمرار العدوان لن يؤدي سوى إلى تعميق أزماته الأمنية والسياسية، وجعل المنطقة برمتها على حافة انفجار لا يمكن التنبؤ بعواقبه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى