
الحرب تفاقمت أكثر ، وتوسعت رقعتها إلى الضاحية الجنوبية في لبنان…
ولا نعلم من المسئول عن هذا كلّه , و ما هو دورنا أمام هذه الحرب المتصاعدة؟
طوفان الأقصى الذي انطلقت بوادرهُ من أجل تحرير فلسطين ، عام يمرّ على 7 من أكتوبر 2023م ، كان بمثابة انطلاقة الرصاصة الأولى من فاتح شهر نوفمبر 1954 م بالنسبة لأعظم ثورة في العالم ألا وهي الثورة الجزائرية ، اللذان لا يختلفان على أنّ العدو و أسلوبه الغاشم مماثل ، و ذلك من خلال السيطرة و الهيمنة البشعة على شعب أعزل و هذا بتقتيل أطفاله ونساءه وشيوخه ، العدو الإسرائيلي فضحته هذه الحرب ، عرّت على أنيابه ,من خلال الخداع والبطش الذي يمارسه على الشعب الفلسطيني أمام العالم ، بينما قبل طوفان الأقصى، كان العالم كلّه يتعاطف مع اليهود المغتصبين لأرض العرب ،وينظرون إلى العرب على أنّهم إرهابيون وليس لهم الحق في الدفاع على أراضيهم ، سقط القناع المخادع الذي كانت تختفي ورائه كيانات الاحتلال، ببشاعتها وغطرستها الممارسة على الشعب الفلسطيني ؛ لكنّنا كعرب نتأسف كثيرا عن صمتنا الغير المبرّر، والتواطؤ لبعض الدول العربية مع الاحتلال وأمريكا ،و الذين يخضعون لأوامرها بصمت و سرية ، هذه الخيانات التي أثقلت كاهل الشعب الفلسطيني، و الذي وجد نفسه وحيداً بين أنياب جلاده الذي لا يرحم .
طوفان الأقصى ، كان لا بدّ أن يكون ، لأنّ كلّ ما اغتصب بالقوة إلا ويسترجع بالقوة ، في ذلك الهجوم الدراماتيكي، تساقطت كل الكتائب العسكرية لـ”جيش” الاحتلال، ودخلت في حالة اللاوعي لما يجري من حولها ، ودخلت معها “الدولة” العبرية في دوامة من الشك واليقين حول قدرتها على التصدي لما يجرى من حولها ، احتاجت حينها إلى دعم و تدخّل سريع من أكبر قوة العسكرية في العالم، وحليفتها الموثوقة الولايات المتحدة الأميركية، ومن ورائها بقية دول حلفاء الشر مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية ، وهذا الدعم المُتصهيَن زاد من جبروت شتات الاحتلال ، أملنا كبير في الدبلوماسية الجزائرية التي تدافع وبكلّ ثقة وقوة عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير و مناصرته في اجتماعات مجلس الأمن الدورية و الطارئة من أجل الاستقلال في أقرب الآجال ، لكنّنا نخشى أن تتوسع رقعة الخراب وتشمل دولة إيران وكلّ الشرق الأوسط في ظلّ تواطؤ دول العرب المناصرة لسياسة التطبيع مع الاحتلال…
نحن كأدباء وصحفيين نحمل على عاتقنا دور كبير وهو أن نناضل بالكلمة ، و بالقلم ، لأنّ الكلمة يمكنها أن تغيّر الذهنيات وتبرز كلّ ما تقترفه الالة الصهيونية من جرائم و إبادات و تعذيب و اغتصاب و تجويع و تهجير و تدمير و تنكيل الشعب الفلسطيني والعمل على طمس الهوية الفلسطينية وسرق تراثه وانتسابه إليها ، تحاول أن تمحي التاريخ العريق للشعب الفلسطيني من الوجود ، لذلك نحن في دار نشر الرومنس , منشورات القرن 21 أعدنا إحياء أدب المقاومة والذي غابت أوصاله الأدبية مع رحيل الشاعر الكبير محمود درويش ، فأردّنا أن نواصل الكفاح بالكلمة من خلال إحياءه بنشر كتاب أشرفت عليه وطبعت الطبعة الجزائرية , أما الطبعة الفلسطينية طُبعت عن مؤسسة السنابل بالخليل فلسطين ، كتابنا بعنوان ( غزة تراتيل النصر ، قلوبنا وأقلامنا مع فلسطين ) كتاب شارك فيه العديد من الأدباء العرب ، وهو عبارة عن نصوص سردية وقصص من الواقع الأليم الذي عاشه الشعب الفلسطيني منذ أحداث طوفان الأقصى ، و ذلك ليبقى شاهداً للأجيال على أبشع حرب عرفها هذا القرن .