
ما هي المناطق الريادية الخاصة؟
تشير المناطق الريادية الخاصة إلى أماكن جغرافية تتربع على مساحة تقدر بـ 10 كلم2 و المتضمنة مجموعة من الجهات الفاعلة المترابطة (المحتملة والقائمة)، والمنظمات الريادية (على سبيل المثال، الشركات، ورأس المال الاستثماري، وملائكة الأعمال، والبنوك، و وكالات القطاع العام)، والمنظمات المبتكرة (على سبيل المثال، الجامعات، ومراكز البحوث)، والعمليات الريادية والإبتكارية (على سبيل المثال،الشركات ذات النمو المرتفع، ورواد الأعمال، و الثقافة الريادية والإبتكارية داخل الشركات، ومستويات الطموح) التي تتجمع رسميًا وغير رسمي للتواصل والتوسط من خلال المبادرات الحكومية الموجهة نحو أداء البيئة الريادية المحلية.
ما هو الغرض من المناطق الريادية الخاصة ؟
تعمل المناطق الريادية الخاصة على تركيز الطاقة والجهود والخبرات، فضلاً عن خلق روابط أقوى مع نظام الابتكار في المنطقة. كما تؤدي إلى تعبئة أفضل للمجتمع، وتحسين الوصول إلى الموارد، و إنشاء كتل حرجة تسمح للمنظمة بالإستفادة من الخبرة اللازمة لتطوير مشاريعها.
فالإبتكار مجال واسع يصعب تصنيفه ويخلق في الأساس نتائج تحويلية متوسطة أو طويلة الأجل. تساعد المناطق الريادية الخاصة الجهات الفاعلة المختلفة على التواصل بكفاءة، فقد يصعب على المؤسسة الناشئة أن تسوق بشكل فردي لمنتج ناتج عن الإبتكار، و قد يصعب على الأخرى تطوير البنية التحتية للإستضافة لجذب الشركات ذات التقنية العالية. كما تحتاج المؤسسات الناشئة إلى دعم الشركات الناشئة المتخصصة في مجال التكنولوجياـ إضافة إلى الحاجة للوصول إلى الخدمات المخصصة مثل الحاضنات.
تشجع المناطق الريادية الخاصة ظهور مبادرات معينة أو شركات لم تكن لتتطور لولا ذلك في المنطقة التي سيتم إنشاؤها. والأهم من ذلك أنها تخلق ذهنية حيث يكون جميع اللاعبين في النظام البيئي أكثر انفتاحًا على الإبتكار وعلى إستعداد لتركيز جهودهم على نشر المشاريع المبتكرة.
لماذا المناطق الريادية الخاصة و ليس شيئ اخر ؟
لا يمكن تّأهيل كل المناطق في الجزائر لتصبح مناطق ريادية خاصة بالنظر أولا إلى كبر حجم البلد و التي تعتبر بمثابة قارة، ثم أن كل النماذج العالمية تتعلق بمناطق خاصة محددة بدقة مثل منطقة السيلكون فالي في الولايات المتحدة الأمريكية.
إضافة الى ذلك، لا توجد دولة في العالم تمتلك مرتبة ريادية في النظام البيئي الريادي في كل أنحاء البلد، بل تتمركز أفضل النظم البيئية في مناطق محددة، مثل السيلكون فالي في الولايات المتجدة الأمريكية، و منطقة لندن في إنجلترا، و منطقة باريس في فرنسا، و بكين في الصين، و سيول في كوريا الجنوبية.
كما لا يمكن لهذه المناطق Special ecosystem zones أن تظهر من تلقاء نفسها، أو عبر الصدفة، و حتى مفهوم اليد الخفية التي تحدث عنها ادم سميث و المتعلقة بالتنظيم التلقائي للسوق أصبحت حجة ضعيفة بالنظر إلى ظهور اليد المرئية و المتعلقة بالمسير أو المدير على مستوى المؤسسة و قدرته على إتخاذ القرارات.
أكثر من ذلك فان كل الدول التي أسست لهذه المناطق الريادية الخاصة أصبحت مصدر و منبع أكبر عدد من ; براءات الإختراع، وسم مشروع مبتكر، وسم شركة ناشئة، مشكلة بذلك بؤر الإبتكار، و هذا ما يساهم في تعزيز قطاع الشركات الناشئة و جذب المستثمرين الأجانب الراغبين في تمويل حاملي المشاريع الإبتكارية، كما يسهل من عملية التعاون مع بؤر الإبتكار الإقليمية و العالمية.
ماذا لو تخلق المناطق الريادية الخاصة نوعا من عدم التوازن الجهوي؟
قد يعتقد الكثير أنه و رغم فعالية المناطق الريادية الخاصة في تطوير النظام البيئي و واقعيتها العملية في بلدان تعتبر قارة مثل الجزائر، إلا أن هناك من يعتقد أن أثرها غير المباشر قد ينعكس على عدم التوازن الجهوي بين المناطق في الجزائر. في حين أن العكس هو الصحيح و الأصح، كون أن هذه المناطق الريادية الخاصة هي بمثابة أداة اقتصادية حقيقية تسنتخدم لإحداث التوازن الجهوي بين مختلف المناطق في الوطن، و يصبح العكس هو الصحيح و التخوف غيرمؤسس، غير عقلاني، و غير واقعي. إن التخطيط الجيد يضمن لنا إنطلاقة صحيحة، فوضع المناطق الريادية الخاصة في مناطق محددة يجب أن يستجيب لخصوصيات المنطقة و إحتياجاتها التنموية و الاقتصادية و الريادية و مقوماتها من الهياكل و الجامعات و مراكز البحث.
أين يجب وضع هذه المناطق الريادية الخاصة؟
في الغالب يتم التخطيط لإنشاء المناطق الريادية الخاصة، و نادر ما تظهر من تلقاء نفسها بعد سنوات من تواجد المؤسسات الناشئة و الهيات الداعمة، لذلك فان هذه المناطق الريادية الخاصة و التي تتربع على مساحة حوالي 10 كلم2 تتواجد داخل أو بالقرب من:
المجمعات الصناعية الكبرى ( من حيث العدد و الحجم)
عدد و حجم المناطق الصناعية المحيطة.
عدد الجامعات و مراكز البحث الموجودة.
عدد مخابر التصنيع.
عدد مشاتل المؤسسات.
حجم مساحات العمل المشتركة.
عدد مسرعات الأعمال.
عدد المؤسسات الخاصة.
عدد حاضنات الأعمال.
مما تتكون المناطق الريادية الخاصة؟
تتكون المناطق الريادية الخاصة من مجموعة من الأطراف التي تدعم ظهور الشركات الناشئة و إستمرار نموها و هي كالتالي:
حاضنات الأعمال: Les incubateurs
هي هياكل مخصص لمساعدة الشركات حديثة الإنشاء و الشركات التي تكون في طور النمو بما يساعدها على البقاء بالسوق أطول فترة ممكنة، كما يمكن تقديم الخدمات و التسهيلات الإدارية العديدة سواء كانت تسهيلات مالية أو إدارية متنوعة. كما توفر هذه الحاضنات فرصاً للشركة في الخدمات المكتبية والتجهيزات والألات والتأجير ونقل التقنيات. مختبر التصنيع: Fab lab
هو ورشة صغيرة تقدم تصنيع رقمي (شخصي). عادةً ما يتم تجهيز فاب لاب بمجموعة من الأدوات المرنة التي يتم التحكم فيها بواسطة الكمبيوتر والتي تغطي العديد من مقاييس الطول المختلفة والمواد المختلفة، بهدف صنع “أي شيء تقريبًا”.
مشاتل المؤسسات: Les pépinières
و هو هيكل مخصص مباشرة للمؤسسات فور إطلاقها من أجل تطويرها بحيث يشترط أن يكون عمر المؤسسة أقل من 03 سنوات، تنشأ وتتطور فيه المؤسسات المصغرة و المتوسطة وتستقر فيه حتى تصل إلى مرحلة النضج.
مساحات العمل المشتركة: Coworking
هي عبارة عن مكان توفره بعض الشركات ويعتبر كنادي للعمل الجماعي ويتسم بالهدوء والراحة وتوفر الوسائل التي تساعد مجموعات العمل والأفراد على تحقيق مشروعاتهم.
مسرعات الأعمال: Les accélérateurs
و هي الهياكل التي تساعد أصحاب الشركات الناشئة على تسريع نمو شركاتهم. و تأخذ شكل منظمات تقدم مجموعة من خدمات الدعم وفرص التمويل للشركات الناشئة. وبتعبير آخر: فإن مسرعات الأعمال هي برنامج تتيح للشركات النامية إمكانية الوصول إلى الإرشاد، والمستثمرين، وغير ذلك من الدعم، الذي يساعدهم على أن يصبحوا شركات مستقرة ومكتفية ذاتيًّا.
وتقوم بتقديم خدماتها من خلال تسجيل الشركات الناشئة في برامج، تستمر لمدة أشهر، توفر لها خدمات مختلفة، والأهم من ذلك، أنها توفر إمكانية الوصول إلى رأس المال والاستثمار، مقابل حقوق الملكية عند البدء. وتتصف الشركات التي تستخدم مسرعات الأعمال بأنها عادة تكون شركات ناشئة، قد انتقلت إلى ما بعد المراحل الأولى من تأسيسها. أي أنهم يستطيعون الوقوف على قدميهم، ولكنهم بحاجة إلى التوجيه والدعم من الأقران للحصول على القوة والمضي في الطريق.
التمويل الخاص:
أو ما يسمى بصندوق تمويل الشركات الناشئة ، اضافة الى الاعتماد ملائكة الأعمال BUSINESS ANGELS، أو رأس المال المخاطر VENTURE CAPITAL
التمويل العام: Financement et aide publique
و هو صندوق تضعه الدولة من أجل تشجيع نمو الشركات الناشئة و تستثمر في القطاعات التي يتخوف منها القطاع الخاص بالنظر الى درجة المخاطر الكبيرة، فالصندوق يحفز المزيد من الممولين للدخول الى بعض القطاعات الإقتصادية أو بعض الصناعات.
المجمعات الصناعية الكبرى: Les grands groupes industrielles
و هي مؤسسات تضم العديد من الفروع قد يتجاوز عددها 10 شركات فرعية، و نرى أنه و من أجل التوجه نحو إنشاء المناطق الريادية الخاصة، على الوزارة المنتدبة المكلفة بالشركات الناشئة إبرام علاقات مع المجمعات الصناعية الكبرى لتمويل الشركات الناشئة في الجزائر مثل مجمع سونطراك، أو مجمعات عالمية مثل IBM, Google, Apple و هذا بإستخدام قوة الدبلوماسية الإقتصادية للجزائر.
الجمعيات: Les associations
كل حدث تعقده الوزارة (Algeria disrupt, Oran Disrupt) يحضره عدد كبير من المستثمرين الممولين و الشباب حاملي الأفكار و لكن لا يوجد تنسيق بعد ذلك. يتمحور دور هذا الهيكل ( الجمعيات) في الربط بين حامل الفكرة و ممول الفكرة بعد كل حدث تنظمه الوزارة.
الأحداث: Les événements
و هي أحد مكونات المناطق الريادية الخاصة، فالوزارة حاليا تقوم بتنظيمها بشكل مقبول من ناحية العدد، و لكن نحتاج إلى تنويعها من حيث المحتوى بحيث يمكن أن يتم تنظيم Algeria Capital week, CEO Campus, Fund cup Algeria و التي تأخذ الطابع التمويلي أكثر من أي شيئ.
مراكز و عمليات التكوين: Les Formations و التي تعتبر ضرورية للشباب حاملي الأفكار.
مسابقات للشركات الناشئة: Les concours de startups و هي عمليات تخص تنظيم مسابقات لحاملي الأفكار لتقديم مشاريعهم للمستثمرين الممولين.