أولــــويــــــــــــــــــــــــــــــــــات مطلقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
لقطاع الشركات الناشئة و المؤسسات المصغرة في الجزائر

بقلم الدكتور إسحاق خرشي مدير المدرسة العاليا للتجارة
الوضـــــــع الحالـــــــــــي لإنشاء المؤسسات المصغرة
من المقاربة الإدارية نحو المقاربة الإقتصادية… لكن
على عكس ما إعتاد عليه الراغبين في إنشاء مؤسسات مصغرة في إطار دعم الوكالة الوطنية لتطوير المقاولاتية، يتوجب عليهم الان المرور الإلزامي عبر التكوين في مراكز تطويرالمقاولاتية الموجودة في الجامعات و المدارس العليا، و الهدف من ذلك مساعدتهم على معرفة مختلف جوانب دراسة المشروع المقاولاتي، لكن هذا التكوين لا يمكن ان يكون عملي بالنسبة لجميع الراغبين في إنشاء المؤسسات المصغرة، بالنظر إلى عدم القدرة على إقناعهم بفكرة التكوين في حد ذاتها، إضافة إلى مدى جاهزية مؤسسات التعليم العالي لإستقبال و تكوين حاملي المشاريع.
التكوين شرط و التمويل حسب الجدوى
أصبح التكوين شرط أساسي بالنسبة للراغبين في إنشاء مؤسساتهم المصغرة، قبل تقديم طلب الحصول على التمويل، و رغم أن التكوين يرفع من إحتمالات حصولهم على التمويل إلا أنه لا يضمن ذلك، لأن المحدد الحاسم في منح قرار التمويل هو الجدوى الإقتصادية لمشروع إنشاء المؤسسة المصغرة و ليس التكوين.
عدم إستقبال أي ملفات جديدة
سبق لوزارة الشركات الناشئة و إقتصاد المعرفة أن تخذت قرارا بعدم إستقبال الوكالة لملفات جديدة خلال الفترة الماضية، إلى حين دراسة كل الملفات التي كانت عالقة، والإنتقال إلى اعتماد آليات وشروط جديدة لإنتقاء وتمويل المشاريع, لاسيما من خلال إعادة هيكلة لجنة إنتقاء المشاريع، و رغم جدوى هذا الإجراء إلا أنه يفرض علينا تكلفة الفرصة البديلة و المتعلقة بعدد مناصب العمل التي كان من الممكن توفيرها في حالة الإستمرار في العمل بالطريقة العادية و المعروفة.
414 ألف مؤسسة مصغرة
بلغ عدد المؤسسات المصغرة التي تم إطلاقها من خلال الوكالة 414 ألف مؤسسة و يبقى هذا العدد قليل نسبيا مقارنة بحجم اقتصاد البلد، بحاجة النسيج الصناعي إلى المؤسسات المصغرة، و بالنظر إلى حاجة المؤسسات الكبيرة و المشاريع العمومية لخدمات المناولة.
الأولويــــــات المطلقـــة لإنشاء المؤسسات المصغرة
السلاسة التامة في التحول من المقاربة الإدارية نحو المقاربة الإقتصادية
رغم الفعالية المالية المتوقعة في الإعتماد على المقاربة الإقتصادية بدل المقاربة الإدارية في منح قرارات التمويل لإنشاء المؤسسات المصغرة، إلا أنها مؤلمة إجتماعيا بالنظر إلى عدم قدرة فئة كبيرة من حاملي الأفكار على تقديم جدوى إقتصادية مقنعة. كما قد تحفض المقاربة الإقتصادية من عدد المؤسسات المصغرة المراد إطلاقها في الإقتصاد الجزائري، لذلك وجب الانتقال بحذر و سلاسة كبيرة في عملية التحول.
المرونة القصوى في منح التمويل
أصبح شرط التكوين و الجدوى الإقتصادية للمشروع المحددين الأساسيين لمنح التمويل قصد إنشاء المؤسسة المصغرة، و دون ذلك تنخفض إحتمالات الحصول على التمويل. نرى أن هذا الملف يجب أن يحضى بمرونة كبيرة بالشكل الذي يسهل على حاملي الأفكار الحصول على التمويل و إنشاء مؤسساتهم المصغرة.
التحسيس بالتكوين و الطمأنة بالتمويل
يحتاج الكثير من الشباب الى التحسيس بأهمية التكوين في حد ذاته، و يصبح أهم عند الرغبة في إنشاء المؤسسة المصغرة، و هنا يأتي الدور الكبير الذي يجب أن تلعبه وزارة الشركات الناشئة و إقتصاد المعرفة و المؤسسات المصغرة من خلال أجهزتها خاصة الوكالة الوطنية لتنمية المقاولاتية. إن التكوين يعتبر تأشيرة قوية للحصول على التمويل اللازم لإطلاق المؤسسة المصغرة و بدونه تنخفض فرص الحصول على الدعم المالي.
إطلاق ANADEو استقبال الملفات الجديدة… أولوية قصوى
بعد توقف الوكالة عن إستقبال الملفات لفترة طويلة، أصبح من الضروري إعادة إطلاقها بشكل كامل و الإعلان عن إستقبال الملفات، فالشباب بحاجة إلى فرص العمل، و المجتمع يتطلع إلى التنمية بشكل مستمر، و الإقتصاد يرتكز على المؤسسات المصغرة، و يصبح من غير المعقول توجه الإقتصاد الجزائري لبلوغ 400 مليار دولار و بلوغ عتبة إقتصاد ناشئ، دون نسيج صناعي نواته المؤسسات المصغرة و الصغيرة.
زيادة مساهمة ASF في تمويل الشركات الناشئة
الإستجابة أكثر لطلبات التمويل… إستغلال أمثل لموارد الصندوق
حسب الأرقام الرسمية فإن الصندوق الوحيد الموجود في الجزائر ASF يمول ما نسبته 10% من مجموع طلبات التمويل، و هي نسبة قليلة قد تمثل العقبة الأكبر بالنسبة للشباب و الطلبة الجامعيين، ضف إلى ذلك، فان رهان التحول نحو النظام البيئي الريادي الناشئ مرتبط بمدى توفر التمويل لأصحاب المشاريع المبتكرة و الشركات الناشئة و عليه نرى أنه من الضروري إتخاذ بعض الإجراءات العملية، البسيطة و الفعالة بتبسيط حملية الحصول على التمويل قصد استغلال أمثل لموارد الصندوق.
تخصيص كوطة (10%) منASF للطلبة… تشجيع للابتكار في الجامعة الجزائرية
يجتاز طلبة الجامعة بنجاح كل المراحل الخاصة بطلاق شركاتهم الناشئة و الحصول على ” لابل” شركة ناشئة، لكن يصطدمون بالتمويل الذي يشكل حاجز وهاجس لهم، لذلك نرى أن الصندوق الجزائري لتمويل الشركات الناشئة ASF يمكن أن يساهم في إماطة هذا الحاجز و كسر هذا الهاجس و هذا من خلال تخصيص كوطة (10%) من صندوق التمويل الجزائري لفائدة طلبة الجامعة و يمكن أن يمتد لاحقا ليشمل طلبة التكوين المهني من أجل تمويل مشاريعهم الابتكارية و شركاتهم الناشئة.
مد جسور دبلوماسية لدعم التمويل و بيئة الأعمال الريادية
يمكن لوزارة الشركات الناشئة و إقتصاد المعرفة و المؤسسات المصغرة إستخدام الجهاز الدبلوماسي لدعم بيئة ريادة الأعمال لصالح الشركات الناشئة و الشباب حاملي الأفكار الإبتكارية. في هذا الإطار و لتحقيق ذلك وجب إبرام علاقات تعاون ثنائية بين الجزائر و سفراء دول كل من الولايات المتحدة الامريكية، الصين و إنجلترا المتواجدين هنا بالجزائر، بإعتبار أن هذه الدول تمتلك أفضل النظم البيئية لدعم بيئة الأعمال الريادية حسب تقارير المنظمات الدولية. كما يمكن مد جسور دبلوماسية أخى من خلال إبرام علاقات تعاون ثنائية بين الجزائر و سفراء دول سويسرا، الدانمارك و هولندا المتواجدين هنا بالجزائر، بإعتبار أن هذه الدول تمثل أكثر الإقتصاديات إبتكارا في العالم، اضافة الى إبرام علاقات تعاون ثنائية بين الجزائر و سفراء دول كل من النرويج، السويدو فنلندا و المتواجدين هنا بالجزائر، بإعتبار أن هذه الدول متصدرة في ترتيب أفضل الدول في مؤشر إقتصاد المعرفة.
إعادة اطلاق ANADE و زيادة مساهمة ASF في تمويل الشركات الناشئة … حتميـــة لإقتصــــــــــــاد الجزائــــــــــــــــــــــــر المنتصرة
إذا كان إعادة إطلاق ANADE و زيادة مساهمة ASF في تمويل الشركات الناشئة هو أولوية بالنسبة لقطاع الشركات الناشئة، فنحن نرى أنه حتمية بالنسبة للإقتصاد الجزائري، بالنظر إلى أهميته، حجم تأثيره على الإقتصاد الجزائري، و الإعتماد عليه لمواجهة التحديات المستقبلية.
للوصول إلى إنشاء 20 ألــــف مؤسسة ناشئة قبل 2030
يصبح من الصعب الوصول إلى رقم 20 ألف مؤسسة ناشئة و الصندوق الوحيد الموجود في الجزائر ASF يمول ما نسبته 10% من مجموع طلبات التمويل فقط، لأن هذا يشكل هاجس أمام أصحاب الأفكار و المشاريع المبتكرة و قد يجعلهم يترددون كثيرا قبل خوض المغامرة في عالم المقاولاتية، لذلك فان المرونة في منح و الإستجابة لطلبات التمويل تسهل كثيرا من عملية الوصول إلى رقم 20 ألف مؤسسة ناشئة بحلول 2030.
لخلق 450 ألف منصب شغل و خفض معدل البطالة
يقدر عدد المتخرجين من الجامعة الجزائرية بـ 250000 خريج كل سنة، و لا يمكن توظيفهم جميعا في القطاع العام، فبدل البحث عن فرصة عمل، فإن إعادة إطلاق ANADE بشكل كامل و زيادة مساهمة ASF في تمويل الشركات الناشئة سيسمح لهم بإطلاق شركاتهم الناشئة و خلق الكثير من فرص العمل للشباب من أجل الوصول إلى خلق 450 ألف منصب عمل في نهاية سنة 2030.
للإستجابة لطلبات المناولة الخاصة بالمشاريع الاستثمارية الكبرى المهيكلة
تعرف الجزائر الكثير من المشاريع الإستثمارية المهيكلة مثل مشروع غار جبيلات ومنجم الفوسفات و محطات تحلية مياه البحر و خطوط السطة الحديدية و مشروع عدل 3 و التي تتطلب الكثير من خدمات المناولة، لذلك وجب الإسراع في إتخاذ تدابير عملية سريعة لضمان إطلاق عدد كبير من المؤسسات المصغرة و الصغيرة و المؤسسات الناشئة إستجابة لطلبات المناولة.
لتكوين نسيج صناعي مع 9000 مشروع إستثماري
تحصي الوكالة الوطتية لترقية الاستثمار أكثر من 9000 مشروع إستثماري و هي مشاريع مختلفة من حيث الحجم من متوسطة إلى كبيرة، و من أجل ضمان عملها بشكل صحيح فهي تحتاج إلى نسيج صناعي لتكون محاطة بعدد معتبر من المؤسسات المصغرة و الصغيرة و المتوسطة و الشركات الناشئة.