الافتتاحية

العبث الصهيوني بمستقبل الشرق الأوسط يستدعي ضرورة التحرك العربي قبل فوات الأوان

إفتتاحية اليوم ..

 

يشهد الشرق الأوسط اليوم أوضاعًا كارثية نتيجة العبث الصهيوني المستمر في المنطقة، حيث يتزايد التصعيد العسكري والسياسي الذي يقوده الاحتلال بلا توقف، ما يهدد استقرار دول المنطقة ويجرها نحو حروب طويلة الأمد. فلقد أدت التدخلات الصهيونية المتكررة في الأراضي الفلسطينية واللبنانية إلى تفاقم الصراعات، وجعلت المنطقة تعيش في حالة من الفوضى والتوتر المستمرين، وهو ما انعكس سلبًا على أمن الشعوب وحقوقهم الأساسية. الاحتلال الصهيوني لا يكتفي بتوسيع نفوذه عبر وسائل القمع العسكرية، بل يسعى بخطى حثيثة إلى تنفيذ مشروع يهدف إلى إعادة رسم خرائط المنطقة وفقًا لأجنداته التوسعية.

إن التحركات العسكرية الصهيونية في غزة ولبنان تكشف عن خطة صهيونية أكبر لا تقتصر على استهداف المقاومة، بل تمتد لتدمير البنى التحتية وتفكيك وحدة المجتمعات، مما يضعف من قدرة الدول العربية على التصدي للمخططات الاستيطانية والتهويدية.ان هذه السياسات العدوانية، التي تحظى بدعم دولي، تسعى إلى تفتيت أي جبهة مقاومة محتملة، وجعل المنطقة أرضًا مفتوحة للمزيد من التوسع الاستعماري. وهو ما يتطلب وقفة عربية جادة لمواجهة هذا المخطط الذي يتعدى كونه مجرد نزاع إقليمي، بل هو تهديد مباشر لأمن واستقرار العالم العربي بأسره.

وفي ظل هذه الظروف، يتوجب على الدول العربية أن تتخلى عن سياسة الصمت أو التردد، وأن تتحد في موقف موحد يعزز من قدرتها على حماية شعوبها وأراضيها. فإن أي تقاعس عربي في مواجهة العدوان الصهيوني لن يؤدي إلا إلى المزيد من التراجع وفقدان السيطرة على السيادة الوطنية. وعليه هناك حاجة ملحة لاتخاذ خطوات دبلوماسية وعسكرية عاجلة تضع حداً للتوسع الصهيوني، وتعيد التوازن إلى المنطقة. فقط التحرك الفوري سيعيد بعض الأمل في إمكانية استعادة الأراضي المغتصبة ووقف المشروع الاستيطاني المتسارع.

في الختام، يجب على العرب أن يدركوا أن الخطر الصهيوني لن يتوقف عند حدود فلسطين أو لبنان، بل يمتد إلى كل زاوية من زوايا المنطقة. فالمخطط الصهيوني يسعى إلى السيطرة على الموارد والاقتصادات، وتفكيك الدول العربية من الداخل. لذا، فإن التحرك العاجل والجماعي بات ضرورة لا مفر منها للدفاع عن الأراضي والشعوب والمقدسات، وضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة في وجه مخططات تهدف إلى ابتلاع المنطقة بأكملها.

زر الذهاب إلى الأعلى