المخطط الصهيوني في الضفة الغربية.. تهديد وجودي يستدعي تحركًا عربيًا عاجلًا
إفتتاحية اليوم ...

في خضم الأحداث المتسارعة في الضفة الغربية، يبدو أن المخطط الصهيوني يسير بخطوات حثيثة نحو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، في عملية تُعد الأكبر منذ عقود. يسعى الاحتلال، مستغلا حالة الانقسام الفلسطيني وضعف السلطة الوطنية، إلى تنفيذ استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تفريغ الضفة الغربية من سكانها الفلسطينيين. هذه الخطوة تمثل جزءاً من مشروع استيطاني واسع يهدف إلى تغيير التركيبة السكانية للضفة بشكل جذري، مما يعزز سيطرة الاحتلال ويجهض أي أمل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
الخطورة لا تتوقف عند حدود الضفة الغربية فحسب، بل إن هذا المخطط يهدد استقرار المنطقة بأسرها، وخاصة الأردن، الذي قد يجد نفسه أمام موجات جديدة من اللاجئين الفلسطينيين، مما يضعف من تماسكه الداخلي ويزيد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها. إن تصريحات المسؤولين داخل الاحتلال حول “الأردن هو فلسطين” تزيد من القلق حول نوايا الاحتلال تجاه المملكة، مما يستدعي ضرورة تحرك عربي عاجل لاحتواء هذه التهديدات.
ورغم خطورة الوضع، فإن المواقف العربية حتى الآن لم ترتق إلى مستوى التحدي، إذ أن التخاذل والصمت العربي يشجعان الاحتلال على المضي قدماً في مخططاتها دون خوف من أي رد فعل قوي. إن هذا الصمت يعزز من شعور الاحتلال بأنه بمأمن من أي عقوبات أو ضغوطات دولية، مما يزيد من وتيرة العنف والاستيطان والتهجير. ومع ذلك، لا يزال هناك أمل في تحرك عربي موحد وقوي يمكن أن يغير من مجريات الأحداث ويوقف المخطط الصهيوني.
لذلك، يتوجب على الدول العربية التحرك بشكل سريع وفعال، ليس فقط من خلال البيانات والنداءات، بل عبر اتخاذ خطوات عملية على الأرض تدعم الفلسطينيين في نضالهم ضد هذا المخطط الخطير. فالدعم السياسي، والاقتصادي، والدبلوماسي يجب أن يكون في طليعة التحركات العربية، لإيصال رسالة واضحة للاحتلال الصهيوني بأن فلسطين ليست وحدها، وأن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين أو الاعتداء على حقوقهم ستواجه برد عربي جماعي، يهدف إلى حماية الاستقرار الإقليمي والحفاظ على الهوية العربية للقدس والضفة الغربية.