الجزائر تثبت مجدداً ريادتها في التضامن العربي بدعمها لبنان في أزمته الكهربائية
إفتتاحية اليوم..

مرة أخرى، تثبت الجزائر أنها أكثر من مجرد دولة عربية، بل هي رمز حقيقي للتضامن العربي في أوقات الشدائد. القرار الأخير الذي اتخذه الرئيس عبد المجيد تبون بتزويد لبنان بكميات فورية من الفيول لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، يأتي في سياق سلسلة من المواقف النبيلة التي اتخذتها الجزائر دعماً للأشقاء العرب في أوقات الأزمات. هذا القرار يعكس بشكل واضح القوة والعمق في العلاقات التاريخية بين البلدين، ويبرز دور الجزائر الريادي في مد يد العون للأشقاء في أوقات الحاجة، دون انتظار مقابل.
الخطوة الجزائرية لقيت ترحيباً واسعاً في الأوساط السياسية والاقتصادية اللبنانية، حيث عبرت التصريحات عن امتنان كبير للجزائر وشعبها. وزير الصناعة اللبناني، جورج بوشكيان، وصف القرار بأنه موقف نبيل يعبر عن الأخوة الصادقة بين البلدين، فيما اعتبر وزير الطاقة والمياه، وليد فياض، أن الجزائر كانت دائماً داعماً قوياً للبنان في محنه المختلفة. هذه الردود تعكس التأثير العميق للخطوة الجزائرية على الساحة اللبنانية، حيث تأتي في وقت بالغ الحساسية يحتاج فيه لبنان لدعم حقيقي لتجاوز أزماته.
الجزائر، التي لطالما كانت مكة الأحرار وملاذ الثوار، تستمر في ترسيخ مكانتها كداعم رئيسي لكل من يقف في مواجهة الظلم والاحتلال. فموقفها تجاه لبنان اليوم هو امتداد لدورها التاريخي في دعم حركات التحرر في العالم العربي والإفريقي، وتأكيد على أنها لم تنسَ يوماً قيمها الوطنية والقومية التي قامت عليها ثورتها المجيدة. ففي كل مرة تحتاج فيها دولة عربية إلى مساعدة، تكون الجزائر في مقدمة الدول التي تبادر بتقديم الدعم، غير مكترثة بالمصالح الضيقة أو الحسابات السياسية.
إن الجزائر، بقرارها هذا، تجسد نموذجاً حياً للتضامن العربي العربي، خصوصاً في الأوقات التي تشتد فيها الأزمات. وهذا التضامن ليس مجرد شعارات، بل هو تجسيد فعلي على أرض الواقع، حيث تضع الجزائر مصالح الأمة العربية فوق كل اعتبار، مقدمةً بذلك دروساً في الوفاء والإخلاص للقضايا العربية. بالتالي هذا الموقف ليس جديداً على بلد الأحرار والشهداء، الذي يبقى دائماً مثالاً يحتذى به في التضامن والنخوة والشهامة.