الجزائر تواصل جهودها للدفع بالمجتمع الدولي وضع حد للمجازر الصهيونية في غزة
إفتتاحية اليوم ..

تُعَدّ الأزمة الحالية في غزة من أخطر التحديات التي تواجه المجتمع الدولي في العقد الأخير، حيث تستمر الجرائم الصهيونية في إراقة دماء الأبرياء وسط تجاهل غير مبرر من القوى الدولية الفاعلة. وفي هذا السياق، يتجلى دور الجزائر كمحورٍ أساسيٍ في دعم الجهود الرامية إلى وقف العدوان وضمان حماية الشعب الفلسطيني. إن موقف الجزائر الراسخ في الدفاع عن القضية الفلسطينية ليس مجرد موقف سياسي تقليدي، بل هو تعبير عن التزام أخلاقي وإنساني تجاه قضية عانت لعقود من الإهمال والظلم الدولي.
إن مواصلة الجزائر لدورها في دعم الشعب الفلسطيني، وخاصة في هذه اللحظات العصيبة، هو أمر حيوي وضروري. إذ أن التحرك العاجل والمستمر لمواجهة العدوان الصهيوني أصبح ضرورة لا تقبل التأجيل. فالجزائر، من خلال مواقفها المبدئية وتاريخها النضالي، تُثبت أنها ليست فقط داعمة للقضية الفلسطينية، بل هي في طليعة المدافعين عنها على الساحة الدولية. وقد أكدت الجزائر مرارًا وتكرارًا أن دعمها لفلسطين ليس مسألة دبلوماسية فحسب، بل هو واجب وطني وأخلاقي ينبع من إيمانها بعدالة هذه القضية.
على العالم أن يدرك أن مواصلة الصمت إزاء ما يحدث في غزة ليس خيارًا، بل هو مشاركة ضمنية في الجرائم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني. المجتمع الدولي، وخاصة القوى الكبرى، يجب أن يتحرك الآن وبكل حزم لوقف هذا العدوان الدموي. فالدم الفلسطيني الذي يسيل يوميًا نتيجة للسياسات العدوانية الصهيونية، يضع الإنسانية جمعاء أمام اختبار أخلاقي وسياسي حاسم. ولا يمكن لأي دولة تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان أن تبقى مكتوفة الأيدي بينما تستمر هذه الجرائم في غزة.
في هذا السياق، يجب أن يكون التحرك الدولي مبنيًا على أسس واضحة تضمن حماية المدنيين ووقف الانتهاكات الصهيونية. إن فرض عقوبات دولية على الكيان الصهيوني، كما دعت الجزائر، أصبح ضرورة ملحة لوقف شلال الدم المتدفق في فلسطين. هذه العقوبات يجب أن تكون شاملة وقاسية، لتعطي رسالة واضحة بأن العالم لن يتسامح مع استمرار هذه الجرائم.
كما يجب دعم الجهود الدبلوماسية التي تقودها الجزائر ودول أخرى مثل مصر وقطر والولايات المتحدة لتحقيق وقف إطلاق النار الفوري. هذه الجهود تُظهر أن هناك إرادة دولية لوضع حد لهذه الأزمة، لكن يجب أن تُدعم بإجراءات عملية على الأرض لضمان تنفيذها.
في الختام، العالم بأسره مدعو إلى التحرك العاجل لوقف هذه المجزرة المستمرة في غزة. إن استمرار الصمت أو التباطؤ في اتخاذ الإجراءات اللازمة لن يؤدي إلا إلى المزيد من سفك الدماء. والجزائر، بموقفها الثابت والداعم، تقدم نموذجًا يجب أن يحتذي به المجتمع الدولي في هذه اللحظات الحرجة. فالتحرك الفوري والعاجل أصبح واجبًا إنسانيًا لا يمكن تجاهله.